" الفكر عطية كبرى من الله وأحد عناصر الصورة في الإنسان، لذا لا يجوز الكفر به بحجة ما قد يقع فيه من شطط وغرور"
أن الآلام والقيامة وجهان لسرّ واحد، وجهان لا ينفصلان للسرّ الفصحيّ الذي هو قلب إيماننا. ومن أجل جلاء هذا الأمر بشكل أوضح ينبغي أن نحاول الغوص إلى عمق سرّ الفداء ونتساءِل: متى وكيف أتمّ المسيح الفصح في ذاته أولاً، لكي يتاح له أن يشركنا نحن به؟ وبعبارة أخرى، يوحنّائية: متى وكيف “مُجِّد” المسيح؟ السؤال الثاني: حول الطاعة نصّ السؤال: كيف نوفّق بين الطاعة في الكنيسة وبين التغيير؟…
[ للمزيد ]
ما هي قوة المسيح القيامية وكيف بثها في الكون؟ أولا :ما هي قوة المسيح القيامية؟ 1- بالصليب دخل المسيح في مجال "الموت". و"الموت"، في الكتاب المقدس، إنما يشير إلى كل ما يسيء إلى الإنسان، إلى كل ما ينتقص من حياته، إلى كل ما يحبط توقه إلى ملء تحقيق ذاته. من هنا أن الألم، نفسيًا كان أو جسديًا، إنما هو ضرب من "الموت".
[ للمزيد ]
. فقد ورد في سفر التكوين: "يوم خلق الله الإنسان على مثال الله عمله. ذكرًا وأنثى خلقه وباركه وسماه آدم يوم خُلق". (تكوين 5: 1 و2) إنه لمما يلفت النظر، إذا تمعنا في هذا النص (راجع أيضا تكوين 1: 27) إن الإنسان المذكور هنا هو بآن معا واحد وإثنان ("ذكرًا وأنثى خلقه"). وكأن الإنسانية لا تتحقق إلا بوحدة بين أقطاب متمايزة. وحدة يشكل الزوج البشري نموذجا لها. وبعبارة أخرى، كأن الإنسانية لا تتحقق إلا بمعية لا تلغي التمايز ولكنها تتخطاه بالتواصل. هذا ما أدركه الآباء، فقال الذهبي الفم معلقا على النص الكتابي الذي نحن بصدده: "في كلامه عن الاثنين، يتحدث الله عن واحد". وقال كيرللس الاسكندري: "الله خلق الكينونة معا". ولكن تحقيق الإنسانية على هذا المنوال يعني بآن معا تحقيق "صورة الله" أو "مثال الله" فيها، كما يتضح من النصين الكتابيين المذكورين أعلاه.
[ للمزيد ]