في هذا الموقف المهيب ماذا أقول أنا الصغير أمام الإنسان الأخ كوستي الصغير، أمامكم جميعًا. ماذا أقول بعد هذه الكلمات التي عبّرت عن صفات هذا الإنسان المميّز وعن حياته. الذي أريد أن أقوله باختصار: أوّلاً كوستي هو هذه الحياة. الحياة البسيطة والحياة الحلوة شيئان يلفتان نظري إليه. طبعًا قيل الكثير وربّما أكرّر ولكن أكتفي بذكر الشيئين: لا شكّ في أنّه المعلّم كما قيل، لا شكّ في أنّه العالم.
ولا شكّ في أنّه الكاهن لأنّه كان يقدّم ذبيحةً ذبيحة ذاته لله وللقريب. الشيء الأوّل اللافت للنظر شيء بسيط ولكنّه عميق وصعب جدًّا أن يعيش الإنسان بحسب إيمانه. جاهد كوستي وعاش الإيمان وأراد أن يوصل القول بالفعل وهذا شيء صعب ليس سهلاً. نعم حاول أن ينتصر على نفسه والشيء الأصعب أن يطبّق هذا المبدأ في وسط العالم وفي وسط عالمنا. اليوم أن يكون الإنسان صادقًا أمام الله وأمام الآخرين هذا طبعًا من موهبة الله، ولكن أيضًا من جهاد الإنسان أن يتعمّد الإنسان أن يعيش ما يقول، ولذلك هو إنسان بطل وبهذا المعنى هو قدّيس لأنّه أقرن القول بالفعل. شيء سرّيّ في أعماق الإنسان ولكن أشعر أنّه كان يقصد ذلك وقد نجح إلى حدّ بعيد. والشيء الثاني ضدّه الطريف والمفيد والذي يعلّمنا الكثير هو أنّه كان يصغي إلى الآخر قبل أن يبدي رأيه، كان يستمع إلى رأي الآخرين كان يتعلّم منهم، وهذا بقناعته من الآخر وبعدها يشترك، كان يحبّ حياة الشراكة. كلّ هذا يأتي من أمانته ومحبّته للكنيسة وللعالم. وهذا يعلّمنا الكثير كيف نحن نستطيع أن نقترب من الآخرين، وخصوصًا من الجيل الصاعد، أن نستمع إليه أن نصغي إليه ألاً نتسلّط بآرائنا على الآخرين. هذا ما أردت أن أقوله لكم بإيجاز ولا أن أتعب فكركم أكثر. هو فعلاً مدرسة من هذا النوع وأظنّ أنّه إلى حدّ بعيد تشبّه بربّه الذي بذل نفسه من أجل العالم كلّه. أمين