" الفكر عطية كبرى من الله وأحد عناصر الصورة في الإنسان، لذا لا يجوز الكفر به بحجة ما قد يقع فيه من شطط وغرور"
الرجوع الى القائمة
د. نعيم الروادي - دراسة حول فكره

... و ما زال أحد الأعمدة

دراسة أوّلية حول المفكّر كوستي بندلي

مقدمة

منذ خمسينات القرن العشرين، وبحماس وإصرار قلّ نظيرهما، وغيرة على شعب يصلّي بصمت وشغف تراتيل ليتورجيّة علّمته إياها كنيسة غنيّة بتراثها وآبائها، وقف "رجل" ليقول إنّ هذا الشعب، الذي رزح لزمن طويل تحت ظروف تاريخيّة سياسيّة صعبة، تُرك وحيداً بسبب ندرة الرعاة الحقيقيّين وصراعات طبقيّة محلّيّة وعائليّة متحكّمة في توجهات الكنيسة، بقي على إيمانه الصّادق والعميق، لكن بسكون تامّ. إنّ لهذا الشعب الحقّ في أن يتعلّم عمق أرثوذكسيّته ويتذوّق بمعرفة حلاوة هذا التراث، بعد معايشته الداخليّة أو الضمنيّة له زمناً طويلاﹰﹰ.

هذا الرجل "كوستي بندلي" أستاذي[1] وهبه الله من نعمه الكثير ومنها "نعمة التعليم". فاستحقّ بجدارة "لقب المعلـّم" أي معلـّم الأجيال، نظرا ً إلى ما قام به من تعليم مباشر عبر ندوات وسهرات ذات طابع دينيّ توجيهيّ ورعائيّ، وعبر ما كتبه ونشره بتوقيعه كشخص بارز له وزنه العلميّ، من حيث ثقافته الدينيّة الأرثوذكسيّة الواسعة. ولا بدّ لي أن أشير إلى تعليم غير مباشر يتمثّل بسلوكيّة هذا الرّجل وتصرّفاته ومواقفه المستوحاة من فهم عميق للكتاب المقدّس، سواء كانت مزامير أو حكمة الأمثال أو البشرى السارّة أو حكمة الأنبياء أو الآباء. فأغنى بذلك المكتبة العربيّة بمنشورات وكتب أسهمت في شرح المفاهيم الدينيّة من وجهة النظر الأرثوذكسيّة وعلاقتها بالفكر المعاصر وتكاملها معه أو اختلافها عنه، خادماً بذلك أجيالاً من الأعمار كافّة. لا أنوي كيل المديح له ولا إعطاءه أوصافاﹰ فضفاضة، بل أودّ وبكلّ صدق مع الذات، أن أعرّف، قدر استطاعتي، بأحد الأعمدة الذي وهب حياته لتعليم الناس من كل الطوائف، خدمة للكنيسة التي تربّى في كنفها.

عرف المعلم كوستي بندلي أن يغرُف ملء يديه من معجن الخيرات المشرقيّة، كما عرف أن يستعين بعقلانيّة غربيّة بحيث إنّه جمع في قلبه وعقله روحانيّة الشرق وعقلانيّة الغرب، ليخرج بمنهجيّة تربويّة متميّزة. فقد كان دقيقاً في تعابيره وصارماً في بحثه وتنقيبه في سبيل إجابة عن تساؤل طرحه هو على نفسه، أو طرحه أحد عليه، أو شرحاً لموقف في الحياة المعاصرة من خلال العقيدة المسيحيّة من وجهة النظر الأرثوذكسيّة.

قد يكون من الصعب حصر فكر كوستي بندلي في ميدان واحد، فقد كتب في الفلسفة المعاصرة، والطائفيّة، والحياة الجنسيّة، والعقيدة المسيحيّة، والمجتمع الاستهلاكيّ، والتربية البيئيّة وغير ذلك من المواضيع، وله في ذلك سلاسل منها: الإنجيل على دروب العصر، مع تساؤلات الشباب، تعرّف إلى كنيستك، دراسات كتابيّة، ونحن وأولادنا.

لكنه في كل ذلك، لم يتّخذ الخطابة وسيلة للتعاطي مع الآخر، من أجل إقناعه بموقف ما أو برأي يراه هو صائباً، بل عمد إلى إظهار كلّ أمر لما أسمّيه صورة ثلاثيّة الأبعاد: البعد الإيمانيّ، البعد الاجتماعيّ-الفلسفيّ، والبعد الإنسانيّ، وذلك بعد عرض مسهب للإشكاليّة المطروحة وارتباطها بواقع معاصر من حيث مفاعيلها وانعكاساتها على الحياة اليوميّة للإنسان. فقد وجّه كتاباته إلى الجميع، إلى المؤمن كما إلى غيره. المقصود في نظره هو الدعوة إلى تحرير الإنسان - أيِّ إنسان - عبر رسم صورة جديدة له وهي بواقع الأمر صورته القديمة الصافية التي رسمت لأوّل مرّة بيد الخالق وإزالة تلك التشوّهات التي لحقت بها.

الأبعاد الثلاثة التي أظهرها المعلم كوستي بندلي

سأحاول في ما يلي أن أوضح هذه الأبعاد الثلاثة في الصور التي يظهرها في كتاباته وأحاديثه، وذلك رغم تداخل هذه الأبعاد و تشابكها.

البعد الإيمانيّ

في كتابات بندلي عودة إلى الينبوع الأوّل رمز الصفاء والحكمة الإلهيّة، تمثّل لديه بعداً مشرقياﹰﹰ أو للصورة الإنسانيّة. عبّر عن هذا البعد الإيمانيّ الدينيّ (وليس الطائفيّ) بشكل يجعل من القارئ – أيِّ قارئ – مؤمناً كان أم غير مؤمن، قادراً على تلمّس حقيقة وجوديّة تمسّ كيانه وتتعاطى مع "الأنا" الداخليّة الخاصّة به التي قلّما تظهر لهذا القارئ.هذا الدخول إلى عمق الكيان البشريّ بالبسيط الممتنع من الكلام، ليس مستطاعاﹰ إلّا لمن سبر غور الحقيقة بنور الإيمان الحقيقيّ، الذي لا يعرف سرّه إلّا المختبرون المجاهدون. يظهر البعد الإيمانيّ ركناً أساسياً في المؤلّفات البندليّة كافّة، بحيث أنّ صورة الإله تتوضّح في الآخر وفي نظام العلاقات الإنسانيّة ونظام العلاقات القائم بين الإنسان والمخلوقات الأخرى على أنواعها.

هذا البعد الإيماني له مردود عميق على الإنسان بحيث إنّ هذا الأخير يتلمّس نورانيّته القائمة على هذه العلاقة الفريدة مع الإله المتجسّد وتالياً يتلذّذ بفرح المشاركة مع الآخر، بعيداﹰ عن التسلّط أو الإحساس بالدونيّة، بل المشاركة في النعم التي أسبغها الله على كلّ إنسان موزّعاً إيّاها بعدل، قد لا نفهمه بحسّنا الأرضيّ، بل ببعدنا الروحيّ الإيمانيّ. هذا الجزء لا يكتمل إلّا بالسلام الداخليّ الذي يتولّد عنه الرضى و الراحة و السكون.

وقد عبّر عن هذا البعد الإيمانيّ في أماكن مختلفة من كتاباته، نأخذ منها على سبيل المثال كتابه "موقف ايمانيّ من الطائفية"[2]، حيث يقول "إنّ الامتياز الوحيد الذي يتولّى المؤمن شرفه هو أن يكون في طليعة المجنّدين لخدمة الله في الانسان"، ويؤكّد ذلك في موقفه الايمانيّ[3] بقوله: "رؤيتنا الإيمانيّة تفرض أن يكون في مجال الخدمة والإخلاص والبذل لكلّ الناس".

وأيضاً نجده في سلسلة "نحن وأولادنا"[4] متحدّثاً عن الحبّ الذي يتلقّاه الطفل من والديه: "يحسّ الطفل بأنّ وجوده ووجود الكون لهما جدوى ومعنى، فيصير هذا الإحساس، الذي يبدأ عنده عميقاﹰ وغامضاﹰ، ركيزة تعدّه لتقبّل ما يكشفه له الإيمان لاحقاً من أنّ الوجود كلّه إنّما هو عمل حبّ خلّاق وموضوع رعاية دائمة". وهذا ما "يوقظ فيه ثقة عميقة بنفسه وبالناس وبالحياة وبالكون، وفي آخر المطاف يعدّه لتلك الثقة بالله التي هي فحوى الإيمان"[5].

في كتابه "الجنس في أنواره وظلاله"[6]، يقول إنّ "النمط الجديد - في الحياة - يتلخّص في المحبة التي بها نشارك حياة الله: والله محبّة، من أقام في المحبّة أقام في الله والله فيه (يوحنا١، ٤:١٦)، والتي بها نختصر كلّ شريعة الله، أي كلّ ما يريده الله منّا من سلوك".

البعد الاجتماعيّ-الفلسفيّ

بما أنّ الإنسان لا يعيش وحيدا،ً بل ضمن الجماعة وأصغرها الأسرة، فمن الطبيعيّ أن تنشأ علاقات لها أوجه خلافيّة مع أفراد الأسرة وبخاصّة الوالدين. لذلك سعى المعلّم كوستي بندلي إلى أن يلقي الضوء على مشكلات الشباب محاولاً إيجاد الحلول التي يعتبرها ممكنة. فاستلّ قلم الحبّ وكتب في هذا المجال العديد من الكتب في سلسلة "مع تساؤلات الشباب" حيث استلهم الإشكاليّات من فم الشباب أنفسهم، وكلّها تدور حول: الحريّة، وتعليم الفتاة، والأسرة، والحبّ والصداقة.

عالج تلك الإشكاليّات المطروحة بروح منفتحة استمدّها من الكتاب المقدّس ومن ثقافته الغربيّة، وذلك بارتباط وثيق مع أرض الواقع من حيث تطوّر المجتمع أو تغيّره، وما ينشأ عن ذلك من صراع بين الأجيال، بين الموروث والحديث، محلّلاً نظرة الوالدين بالنسبة إلى التغيّرات المجتمعيّة ونظرة الشباب، مبيّناﹰ سبب التباين، ومحاولاً إيجاد الحلول أو "بعض الحلول" كما يقولها هو بتواضع العالِم.

كما خصّ المرأة الشرقيّة بدراسة شاملة شارحاﹰ موقف الكتاب المقدّس من المرأة، في عهديه القديم والجديد، مبيّناﹰ مقامها في الكنيسة، وحرّيّتها، ومسؤوليّتها في مجتمع اليوم حيث اعتبرها خميرة المجتمع، علاقتها بالمجتمع الاستهلاكيّ وغير ذلك من المواضيع.

في مقدّمة الطبعة الثانية من كتاب "المرأة في موقعها ومرتجاها"[7]، نجد تقديماً للسيّدة إيمّا غريّب خوري أقتطف منه العبارة التي تلخّص النظرة الاجتماعيّة إلى المرأة. "يعالج كوستي بندلي في هذا الكتاب، قضايا المرأة، بطريقة جديّة ورصينة معتمداً العلم والمنطق والحجّة ومعطيات الإيمان والكتاب المقدّس، همّه العدل والحقّ، همّه السموّ بالمرأة إلى مرتبة تليق بها".

وفي حديثه عن نظرة العهد القديم إلى المرأة، يشير إلى ما يلي: "وإن كان يكّرس بالظاهر دونيّة المرأة، إلاّ أنّه يشير إلى أنّ هذه الدونيّة لم تكن واردة في التصميم الإلهيّ الأصيل الذي بموجبه خلق الإنسان[8]", مستشهداً في ذلك بعدد من أسفار العهد القديم مثل: نبوءة هوشع، سفر التكوين، نشيد الأناشيد.

أمّا في العهد الجديد، فله في تعليم السيّد يسوع المسيح عن المرأة وسلوكه خير معين، وكذلك في مواقف بولس الرسول منها.

يشير كوستي بندلي، في كتابه "فتنة الإستهلاك أم صراع المشاركة؟"[9] إلى الإستغلال الذي تتعرّض له المرأة من جرّاء إستعمال جسدها لإثارة الغرائز، في سبيل عرض دعاية لمنتج ما، بعد إفراغها من بعدها الإنسانيّ الأصيل.

وكما تعرّض كوستي بندلي لمجتمع الإستهلاك مبيّناً بشاعته، تعرّض أيضاً لموضوع الإلحاد المعاصر المتمثّل بفكر ماركس وسارتر وذلك في كتابة:"إله الإلحاد المعاصر: ماركس وسارتر"[10]. في التوطئة للكتاب يقول: "ما يؤكّد الإلحاد المعاصر عليه هو علاقة الله بالإنسان، تلك العلاقة التي تجعل للإنسان مرجعاً وغاية غير ذاته. ما يرفضه الإلحاد المعاصر بنوع خاصّ هو أن يستقطب الله وجود الإنسان. ذلك بأنّه يعتقد أنّ الوجود الإنسانيّ يتلاشى ويزول إذا استقطبه وجود آخر، إنّ الإنسان يضيع في الله".

فنّد كوستي بندلي، في كتابه، كلّ الحجج الإلحاديّة التي وردت معيداً إلى "الإنسان بهاء عنصره الأوّل، فزرع في الطبيعة البشريّة طاقة لا حدّ لها، طاقة الألوهة التي حملها في الجسد"[11].

بهذا التصدّي المنطقيّ والدينيّ للإلحاد، فتح أعين الكثير من الشباب في الستّينات من القرن العشرين، لإعادة النظر بالأمور الفلسفيّة والدينية وتالياً بالأمور السياسيّة وتحديد خياراتهم الأساسيّة، وأنّ الكلام الواضح والممتع، وأيضاً التربويّ الوارد في كتابه هذا، أعاد الكثيرين إلى الكنيسة.

يلقي بندلي الضوء في كتابه "الإيمان والتحرير: البعد الإجتماعيّ للحياة الروحيّة"12 على ماهيّة العمل الاجتماعيّ حيث المحبّة هي الموضوع الأساس وحيث قضيّة الفقر في العالم مطروحة بكلّ جدّيّة على الضمير المسيحيّ مستعيراﹰ من سيادة المطران جورج (خضر) مقولة إنّ "الكنيسة، أصلا،ﹰ هي كنيسة الفقراء". كان تحليله لموضوع الفقر والغنى على نوعين. النوع المادّيّ المحض حيث تطرّق إلى اقتسام خيرات الأرض بين الأمم وأيضاً اقتسامها ضمن البلد الواحد. أمّا النوع الثاني، فله وجه إيماني انطلاقاﹰ من الإنجيل حيث إنّ المثل الذي أعطاه السيّد المسيح ينبع من أنّ الفقير هو "الفقير بالروح الذي ينفتح الإنسان بموجبه على الله و يلتمسه"، رابطاﹰ بذلك بين الفقر المادّي والاتّكال على الله. أمّا عبارة "غنى"، فإنّها "تشير إلى أنّ الغنيّ، بداعي غناه، مجرَّب دوماﹰ بالاستغناء الروحيّ، أيّ بالاكتفاء بذاته، بالإنغلاق على ذاته وخيراته، بالتحجّر والاستعلاء"13.

وهذا ما سيقودنا إلى البعد الأخير في كتابات كوستي بندلي وهو البعد الإنسانيّ.

البعد الإنسانيّ

يضع كوستي بندلي، في كتابه "كيف نفهم اليوم قصّة آدم وحواء؟"14، اليد على حقيقة إنسانيّة مؤلمة للإنسان نفسه، حين يحلّل قضيّة الخطيئة الأصليّة مظهراﹰ التصوّر الخاطىء الذي كوّنه الإنسان وهو أنّه بالاستئثار يصبح "شبيهاً بالله في حين أنّ التشبّه الفعليّ بالله لا يتمّ إلّا لمن تجاوز كلّ انغلاق وانعزال، فاتحاﹰ القلب واليدين، إلّا لمن تتأجّج الحياة فيه على قدر ما يعطيها لسواه ويتقبّلها منه" موضحاﹰ أنّ "لا سبيل - للإنسان - إلى تحقيق ذاته فعلاﹰ إلّا بتجاوز ذاته بالحبّ على مثال ذلك الإله".

تدور حول هذا المحور مشكلات الإنسان مع نفسه أوّلاﹰ "حين يعتقد أن بالاستكبار يصبح مثل الله وتالياً ينعزل أو يعزل نفسه عن الآخر فيسقط".

نأخذ مثلاﹰ على ذلك من كتابه "فتنة الاستهلاك أم فرح المشاركة؟" حيث يشرح بإسهاب طبيعة المجتمع في العالم الثالث، الذي يتعرّض للاستغلال حين يتمّ إغراء الناس وحثّهم على التقليد في مجتمع استعلائي، مبني على القهر والتسلّط، حتّى ضمن الأسرة الواحدة ومتّخذٍ من الكسب مقياساﹰ لقيمة الإنسان. إنّ خروج الإنسان من مأساته تلك، لا يتم إلّا إذا تشبّه الإنسان بالإله المحبّ والمعطي الذي أفرغ ذاته من أجل هذا الإنسان.

ونورد مثلاﹰ من كتابه: "الجنس في أنواره و ظلاله" حيث يستعرض وجهين للجنس، بحسب الرؤية الفروديّة15. واحد بمعناه الحصريّ المألوف الذي تمارسه الكائنات الحيّة (وجه الرغبة)، ووجه آخر هو (وجه التوق) حيث يسعى الإنسان إلى إشباع الرغبة الجسديّة، فتنطلق لديه أشواق إلى لقاء الآخر. بهذا التواصل الروحيّ يرتقي الإنسان إلى درجات أعلى من "الكائنات ممّا يسمح للرغبة بتجاوز مجرّد تلاحم الأجساد إلى لقاء إنساني صميم".

كلمة أخيرة

أعتبر أنّ ما أوردته كان غيضاً من فيض، حاولت عبره أن أحلّل التوجّهات العامّة لأحد الأعمدة في كنيستنا الإنطاكيّة، أي لكاتب نذر حياته لحبّ الآخر عبر تعليمه له، مظهراﹰ غنى الكتاب المقدّس و عمقه. إنّ المفكّر كوستي بندلي يوجّه للجميع دعوة و تحدّياً.

أمّا الدعوة، فهي إلى المؤمن لإعادة قراءة الكتاب المقدّس وكتابات الآباء، للخروج بتحليلات تنير بنتائجها قلوب الشباب، وتخاطب عقولهم بلغة العصر، منعا ً لكلّ انحراف أو استلاب وثباتاً في الإيمان القويم.

وأمّا التحدّي، فإنّه موجّه إلى المؤمن لينزع من قلبه وعقله فكرة الاستكبار والتسلط في أيّ موقع كان، و ينحو بروح المحبة للتشبّه، ولو من بعيد، بخالقه، وينأى عن حبّ الرئاسة والمفاخرة بما أعطاه الله من خيرات وسلطة، "لأنّ كلّ عطيّة صالحة منحدرة من الله" وأن يكون أحد المساكين بالروح.

لذلك ما زال هذا الكبير أحد الأعمدة في كنيستنا الإنطاكيّة.



د. نعيم الروادي - 2006



[1] الّذي كان يعلّم الأدب الفرنسيّ في الستينات من القرن العشرين في ثانوية الحدّادين الرسميّة في محلّة أبي سمراء في طرابلس


[2] بندلي، كوستي، (٢٠٠٥)، "موقف إيمانيّ من الطائفيّة"، تعاونيّة النور للنشر والتوزيع، بيروت لبنان، ص ١٠٦.

[3] المصدر ذاته ص ١٠٧.

[4] بندلي، كوستي، (١٩٩٣)، "الطفل بين أبويه والله"، الجزء السادس، منشورات النور، بيروت لبنان، ص ٥٢.

[5] المصدر ذاته ص ٥٢.

[6] بندلي، كوستي، (١٩٩٢-١٩٩٨)، "الجنس في أنواره وظلاله: رؤية إنسانيّة إيمانيّة"، منشورات النور، بيروت لبنان، ص ١٧.

[7] بندلي، كوستي، (2000)، "المرأة في موقعها ومرتجاها"، منشورات النور، طبعة ثانية، ص.92.

[8] المصدر ذاته ص 82.

[9] بندلي، كوستي، (2001)، "فتنة الإستهلاك أم فرح المشاركة"، تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، بيروت.

10 بندلي، كوستي، (...)، "إله الإلحاد المعاصر" منشورات النور، بيروت.


[11] المصدر ذاته ص 92.

12 بندلي، كوستي، (1997)، "الإيمان والتحرير: البعد الاجتماعيّ للحياة الروحيّة"، منشورات النور، طبعة ثانية محدّثة وموسّعة (سلسلة الإنجيل على دروب العصر13)

13 المصدر السابق ص 50-51.

14 بندلي، كوستي، (1990)، "كيف نفهم اليوم قصّة آدم و حواء"، منشورات النور، بيروت لبنان، ص 84-85.

15 مصدر سبق ذكره ص 228- 230.