" الفكر عطية كبرى من الله وأحد عناصر الصورة في الإنسان، لذا لا يجوز الكفر به بحجة ما قد يقع فيه من شطط وغرور"
إسرائيل بين الدعوة والرفض

“الإنجيل على دروب العهد” 7

منشورات النور – الطبعة الأولى - 1985


ملخص

هذه الدراسة تتضمن رؤية لتاريخ إسرائيل، قديمه وحديثه، تنطلق لا من اعتبارات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية- على ما لهذه الاعتبارات كلها من أهمية بالغة-، بل من منطلق كتابي، أي من نفس المنطلق الذي اعتبرته اليهودية التاريخية محوريًا، من وجهة نظر دينية، ولا تزال الصهيونية تعتبره اليوم أساسيًا لاعتبارات لم تعد دينية صرفة إذ امتزجت بها، لا بل طغت عليها إلى حد بعيد، اعتبارات سياسية وحضارية.
هذا المنطلق الكتابي يُستخدَم اليوم لتبرير طروحات الصهيونية السياسية وممارساتها، حتى تلك التي ينصدم لها كل حسّ إنساني سليم وضمير بشري حيّ. والمؤسف حقًا أن ينقاد عدد من المسيحيين، في بلدي وفي العالم، إلى هذه التبريرات، إنطلاقًا من كون التوراة تشكل، في إيمانهم، جزءًا لا يتجزأ من الإعلان الإلهي، وهو الجزء من كتابنا المقدس الذي ندعوه “العهد القديم”. وعلى العكس، فإننا نرى عددًا من المسيحيين، وقد نفروا بحق من هذه التبريرات وشعروا بزيفها وخطرها وثار عليها شعورهم الوطني وحسهم الإنساني، يعمدون إلى رفض “العهد القديم”، غير مميزين بينه وبين ما يُسقط عليه من تأويل، فيقودهم هذا الموقف إلى بتر إيمانهم وانتقاصه، وذلك من جراء رفضهم للأسس التي قام عليها “العهد الجديد” نفسه والتي بدونها لا يمكن إدراكه حق الإدراك

فهرس
لائحة الكتب الكاملة