منشورات النور – الطبعة الرابعة - 1996
ملخص
يدور هذا البحث حول مناقبيّة الجنس،(…) مناقبيّة الجنس في منظار كهذا، هي أن يحقق الجنس مرماه الإنساني. لذا لا يمكن تحديدها بالاستقلال عن دراسة الجنس كما يتجلى عند الإنسان. هذا لا يعني أنه من الممكن تحديد هذه المناقبيّة عن طريق الاستنتاج العلمي البحت. فالعلم، من حيث هو علم، يصف ما هو كائن وليس من شأنه أن يحدد ما ينبغي أن يكون. عالم القيم خارج عن متناوله. لذا فالبحث في مناقبيّة الجنس يفترض تقييماً للجنس مرتبطاً بنظرة شاملة إلى الإنسان ومعنى وجوده. ولكن لا بد لهذا التقييم، إذا شاء أن يكون متأصلاً في مقتضيات الكيان الإنساني، أن يتخذ معطيات علوم الإنسان منطلقاً له، حتى لا يكون المعنى الذي يضفيه على الجنس غريباً عنه بل نابعاً من صميمه.هذا ما سنحاول تحقيقه.
طبعات أخرى:
طبعة مصرية (مخصَّصة لمصر والسودان) – مكتبة نبع الفكر، الإسكندرية – خاصة – 1979
منشورات النور – الطبعة الأولى - 1971
منشورات النور – الطبعة الثانية – 1980
منشورات النور – الطبعة الثالثة – 1985
"... من حسن حظ القارئ العربي أن يصدر كتاب في "الجنس ومعناه الإنساني"، لكوستي بندلي... وجدت نفسي أمام عقل راسخ في معرفة الأسس والأصول، متحرر من التزمت والتقليد، منفتح على التيارات المعاصرة في مجمل تناقضاتها (...).
وكم أفادني كتابه هذا عن الجنس. منه تعلمت مرة أخرى أن الجنس (...) ليس حاجة بيولوجية بحتة (...) وهو، اذن، لا يهدف الى ازالة توتر عضوي فقط. انه "وصال" و"جماع" مع الآخر، يزيل العزلة التي يشكو منها الإنسان أبداً (...).
وتعلمت أيضاً أن "تحرير" الجنس من المجون المعاصر ما هو إلا "عبودية" أقسى من عبودية الصمت والجهل والخوف (...) وكيف لا يكون ذلك حين يبطل الشخص الآخر ويصير التركيز على اللذة الجنسية والتهالك عليها كمية وتفنناً، لا نوعاً وعاطفة. وهنا يدب السأم والفراغ (...).
وتعلمت من الكتاب أن الحب لا يُبطل العلاقة الجنسية، ولكنه وحده يجعل منها "وصالاً" لا احتكاكاً خارجياً بين عزلتين متقابلتين (...) وما العفة سوى الحرص على أن يحتفظ هذا اللقاء بمرماه الاتحادي (...) فالعفة ليست سلبية تعني، بالمفهوم التقليدي الموروث، الخوف من الجنس، والنرجسية، والكبت بجميع معانيه وأبعاده. فما هذا إلا عفة زائفة (...).
وتعلمت آخراً، وهو الأهم، أن الجنس سعي الى المُطلق عن طريق الحب الذي فيه يتبلور الجنس ويتسامى (...) على أن المُطلق لا يٌدرك إلا بالحب الذي يستقطبه (...) لذلك لا يقترن الحب بالسعادة فقط، بل بالكآبة والحنين أيضاً. وهنا يجيء دور الله. فهو "المشتهى بالحقيقة" كما تقول طقوس بيزنطية، وإليه تسعى في آخر المطاف حركة الجنس عند الإنسان (...).
وبإيصالنا الى الله ، يُنهي كوستي بندلي رحلته البهيجة الهانئة في مجاهل الجنس وآفاقه الرائعة.
وهي رحلة فريدة من نوعها، على الأقل في تراث اللغة العربية".