" الفكر عطية كبرى من الله وأحد عناصر الصورة في الإنسان، لذا لا يجوز الكفر به بحجة ما قد يقع فيه من شطط وغرور"
الطفل بين أبويه والله– “نحن وأولادنا”-الجزء السابع

"سلسلة نحن وأولادنا"- الجزء السابع - تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع م.م الطبعة الرابعة 2013


أيضاً "المقوّمات النفسيّة الأسريّة لتربية مسيحيّة سليمة للطفل"، وهو ما يُكمِل به الكاتب عنوان هذا الجزء حيث لا يتناول موضوع التربية الدينيّة بالمعنى المباشر، إنّما انطلاقاً من اختصاصه السيكولوجي ... كيف يمكن للعائلة أن توقِظ عند الطفل أفضل البُنى النفسيّة التي تساعده على اقتبال الاعلان الإلهي في العمق دون زيف أو تشويه؟ ذلك أنّ الإعلان الإلهي يتفاعل مع الإنسان الحيّ مع ما يحمله من بُنى نفسيّة تتفاوت قابليّتها لهذا الإعلان، وتختلف مِطواعيّتها لحقيقته المحيية.

فقد تتناغم هذه البنى مُفسِحة المجال أمام تسرّبه إلى أعماق النفس، أو تثير بالعكس العوائق في وجهه بحيث يصبِح قبوله أمراً عسيراً أو أنّه، ولو قُبِل على صعيد العقل، لا يتسنّى له أن يبلغ أعماق الشعور، فيحصل إنفصام بين ما يعتقد به المرء وبين ما يختبره على صعيد إحساسه الراهن، ممّا يهدّد الإيمان بالعقم أو التمزّق والمواقف النابعة منه بالسطحيّة أو اليأرجح أو التناقض أو الانحراف! من هنا أهميّة ما يُسمّى اليوم بالتمهيد للتربية الدينيّة.

يشدّد الكاتب على أهميّة العلاقة الخاصّة القائمة في العمق بين المواقف والتصوّرات الدينيّة من جهة، وبين ما يختبره الطفل في السنوات الأولى من عمره في علاقته بوالديه من جهة أخرى. أما الشروط النفسيّة التي ينبغي أن تتوفّر في الأهل فيوجزها الكاتب بالنقطتين التاليتين: النضج الانفعالي والانسجام الزوجيّ. للأسف أن هذه الشروط هي غير محقّقة على وجه العموم في الوضع الراهن الذي تعيشه العائلة العربيّة المعاصرة. فقد أظهرت الدراسات أن العلاقة بين الوالدين والأولاد في العائلة العربيّة تتّسم غالباً بظاهرتين هما السلطويّة من جهة والحماية المفرطة من جهة أخرى، فينتج عنهما اضطراب خطير في العلاقة بين الطرفين! إنطلاقاً من هذا، يتوسّع الكاتب في كيفيّة تأمين شروط تربية عائليّة أفضل ...

أمّا في الملحق فيبحث الكاتب كيف يرى الأطفال الله من خلال علاقتهم بوالديهم، حيث حبّ الأطفال هو الركيزة الأساسيّة لعلاقتهم السليمة مع الله.

وحده الحبّ الوالديّ الذي لا يمتلك ولا يُكبّل، بل يمدّ الأولاد بزخم منه ويُطلقهم في رحاب الوجود أحراراً ومقدامين ومسؤولين وخلّاقين، وحده هذا الحبّ الأصيل المعطاء من شأنه أن يسمح للأبناء أن يُطلّوا من خلاله على حقيقة الإله الحيّ الذي ارتضى أن يخلق الإنسان حرّاً على صورته وأن يُشرِكه في السيادة على خليقته.


هذه المجموعة، المنطلقة من تساؤلات الأهل، تحاول أن تقدم لهم جوابًا مقنعًا وشافيًا عن هواجسهم التربوية، مستندًا إلى خبرة المؤلف كوالد ومرشد تربويّ وإلى تخصّصه النفسي. إنها تسلّط الضوء على طبيعة المواقف التي يتخذها الوالدون تلقائيًا في سياق حياة الأسرة، والتي تؤثّر سلبيًا، من حيث لا يدرون أحيانًا، في سلوك أطفالهم، وذلك بغية مساعدتهم على استبدالها بمواقف أسلم تعود عليهم بالإرتياح وعلى أولادهم بالاتزان والإنشراح.تتكون المجموعة من سبعة أجزاء:

1-مواقفنا من أولادنا: إمتلاك أم إطلاق؟

2-عناد الولد وسلطة الوالدَين

3-عصبية الولد وتوتّر الوالدَين

4-الولد الخجول وتربية الثقة بالنفس

5-الغيرة الأخوية وتفهم الوالدَين

6-كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس

7-الطفل بين أبويه والله

منشورات النور - الطبعة الأولى 1981

جرّوس برسّ- الطبعة الثانية 1994

جرّوس برسّ- الطبعة الثالثة - 2002

د. اسبرنس دبس - أستاذة محاضرة في جامعة البلمند

تعليقات القراء
فهرس
مقتطف من الكتاب
لائحة الكتب الكاملة